حب الأوطان أفعال لا أقوال الوطن هو المكان الذي ننتمي إليه ونتنفس هواءه كل لحظة، ونشعر أنّ ليس لنا سواه، ولا يُضاهي جمالَه وطبيعتَه وسماءَه وبساتينه مكان آخر في عيوننا وقلوبنا، وإنّ حبّ الأوطان ليس شعارًا نتغنّى به ليلًا ونهارًا، إنّما حبّ الأوطان يكون قولًا وفعلًا، فهي تحتاج منّا المساهمة في بنائها.

للوطن علينا حق إنّ للوطن علينا حقًا يتمثل برعايته وحمايته والمشاركة بكل ما يُحقق ذلك، ويتضمن جعله مثالًا يُحتذى به وبأفراد شعبه بين الأوطان، مثالًا للحضارة وانتشار الخلق الحميد، والنظافة، وتطوّر

حيث أن العلم هو السبب الرئيسي وراء كل ما وصل إليه العالم في وقتنا الحاضر من تقدم تكنولوجي وغيره. بدون العلم لم يكن بمقدور أحد الوصول إلى هذا؛ حيث يساعد العلم في اكتساب الخبرة في كافة الأمور الحياتية التي تواجه الفرد كل يوم. أيضًا يساعد العلم في جعل الفرد مكتفي بذاته في تحقيق أهدافه ولا يحتاج إلى المساعدة من أحد، كما نجد أن العلم سببًا في جعل الإنسان يعيش في وسطًا اجتماعيّا راقيًا، أيضًا يساعد العلم الفرد في اكتساب العديد من المهارات اللازمة لاستمرار الحياة الاجتماعية وخاصةً لغة الحوار والاستماع للآخرين. أما عن العمل فهو طريق الإنسان للحصول على ما يريد تحقيقه من أهداف، حيث أن الفرد الذي يبذل جهدًا كبيرًا في العمل هو من يصل إلى قمة أهدافه سريعًا. كما يساعد العمل في التخلص من مشكلة البطالة التي تواجه العديد من الأشخاص ليساعد على الارتقاء بالمجتمع في نمو اقتصاده سواء خارجيًا أو داخليًا. نجد أن العمل يساعد على نشر التعاون بين أفراد المجتمع وهو من القيم الراقية التي يجب نشرها، وعندما يعمل الفرد والأشخاص في المجتمع هذا يساعد على تقليل انتشار المشاكل مثل تفكك الأسر؛ مما يساعد على التخلص من المشكلة التي تواجه العديد من الشعوب وهى أطفال الشوارع.

إن تكليفَ الله -سبحانه- للابن بِبرِّ والدَيه؛ إنّما هو في حقيقة الأمرِ وصية للابن نفسه، يعود نفعُها عليه مرتين، بدايةً بالأجر والثواب في صغرِه، وبِبرِّ أولادِه له في كبَره، فينالُ الفضلَ والخيرَ من بابيه، حين يمتثل قوله تعالى: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ)،[٢] والبرَّ يشمل أوجه الخيرِ كلَّها، ومردّ ذلك إلى جانبين؛ قلبيٌّ وجدانيٌّ، ويكون بودِّهما ومحبتِهما والاعتراف بفضلِهما، فالأبوان يريان في ولدِهما امتدادًا لأعمارهما.

في الختام، كل الناس يبحثون في هذه الحياة عن نوال الخيراتِ وتكثيرِها، وتلافي صعوبات الأيامِ وعنائِها، وكل هذا قد ضمنته الأحاديثُ النبوية الصحيحة، لمن تنافسَ في القيام بواجب برِّ الوالدين والإحسان لصحبتهما، وضربت الأحاديث للناس الشواهدَ على أثر البرِّ في سعةِ الرزق وبركة العمر، قال -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ ‌سَرَّهُ ‌أَنْ ‌يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ)،[٤] فما أعظم الوالدين!

لبر في اللغة هو الصِّدق والطَّاعة والخير والفضل ، وبهذا يتضح معني برّ  الوالدين هو الصدق في التعامل معهم ، وطاعتهم في كل كبيرة وصغيرة ، ونسب الفضل والخير لهم ، فهم من اعطونا نور حياتهم لنضيء به حياتنا ، وهو من ضحوا بالغالي والنفيس حتي نصبح ما نحن عليه الآن ، ولم يطلبوا منا أي مقابل جراء كل هذا ، ولهذا أصبح لزاما علينا أن نرعاهم ونلبي جميع أوامرهم ، والمداومة علي رعايتهم في الكبر فهم أهم نعمة أنعم الله بها علينا وهم سبب في وجودنا ووصولنا لما نحن عليه الآن.